فصل: من لطائف القشيري في الآية:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



قلت ويشهد لهذا ما اتصل بالآية مما قبلها والواقع قبل الأولى من قوله: {قل لا تعتذروا لن نؤمن لكم} أي لستم صادقين في اعتذاركم ثم قال: {قد نبأنا الله من أخباركم} أي قد أطلعنا على نفاقكم وسوء سرائركم ثم قال: {وسيرى الله عملكم ورسوله} وهذا تهديد عطف على مثله وقصد تعريفهم بالمجموع مما استوجبوا به المقت ولم يعطف بالفاء إذ ليس ما تعطيه من المعنى مقصودا هنا ولم يقل هنا والمؤمنون إذ النفاق عمل يخفيه المنافق فلا يطلع عليه إلا الله سبحانه وقد يطلع عليه رسوله ومن شاء من عباده وإنما كانوا يتظاهرون بخلاف ما يبطنون ثم قال: {ثم تردون} فعطف ردهم إلى الله بثم المعطية مع مهلة الزمان هنا تفاوتا في التهديد والوعيد ولم تكن الواو لتعطى هذا المعنى وتحرزه وقد بينت المواضع الثلاثة التي خالفت فيها هذه الآية الآية التي بعدها.
وأما الثانية فهى في المتخلفين عن غزوة تبوك قال الطبرى: {فيمن تاب منهم} كما تقدم وقد وقع قبلها قوله تعالى: {وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى الله أن يتوب عليهم} ثم قال: {خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم} فأمره سبحانه بأخذ زكواتهم وأخبره أنها تطير لهم وتزكية وأمره أن يدعوا لهم بقوله: {وصل عليهم} ثم زادهم تأنيسا بقوله: {ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات}.
فإن قيل إنك قد عضدت هذا المأخذ في هذه الآية لما اتصل بها من قوله: {خذ من أموالهم} وهذه الآية مطلقة يراد بها جميع من امر بالزكاة وهم المؤمنون ولم تختص بأهل تبوك ولا غيرهم قات إنما دليلى في اتصال بالآية عقبها المتكلم فيها وفى اتصالها بها بل تحصل الشهادة ويعتضد المراد ويلتئم النظم لأن من كان مقصودا بالآية الثانية وهى قوله: {قل اعملوا} على ما تمهد من جملة المؤمنين المخاطبين بالزكاة فالمعنى ومقتضى النظم وجلالة التركيب وتناسب السياق تحصل الشهادة فنقول قال تعالى: {وقل اعملوا} والمراد بالدأب على أعمال البر ما سلف من تقصيرهم ونظير هذا ما وقع عقب قوله تعالى: {قل يا عبادى الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله...} الآية ثم قال تعالى: {وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب} فليس قوله: {وقل اعملوا} وإن كان قد يبدو منه تهديد كالواقع في الآية قبل إنما هو في الحقيقة أمر بالعمل المرجو محوه لما سلف من تقصير وتهذيد لمن لم يتب.
وقوله: {فسيرى الله عملكم} جواب للأمر من قوله: {اعملوا} فالفاء فاء جواب وكأن قد قيل تأنيسا لهم: اعملوا فلن يضيع عملكم، وقيل هنا {والمؤمنون} لأن الاعمال الاسلامية يشاهدها المسلمون بعضهم من بعض كالصلاة والزكاة والحج وغير ذلك من الأعمال فيرى المسلمون ما تظوهر به من هذه الأعمال ويشهدون لما وراءها مما يرجع إلى قبيل الإيمان من الاعتقادات القلبية وما يرجع اليها قال عليه السلام: «إذا رأيتم الرجل يشهد المسجد فاشهدوا له بالايمان» وقال تعالى: {إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله...} الآية فلهذا قيل في هذه الآية: {والمؤمنون} ولم يقل ذلك في أعملا المنافقين لأنها مما لا يتظاهرون بها للمؤمنين وهذا مما يعضد قول الطبرى: أن هذه الآية في التائبين من المتخلفين لأن أعمال المنافقين قل ما يتظاهرون بها للمؤمنين إنما يبدونها إخواهم قال تعالى: {وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم}.
وقال تعالى: {وإذا جاؤوك قالوا آمنا وقد دخلوا بالكفر وهم قد خرجوا به} وقال تعالى: {يخفون في أنفسهم ما لا يبدون لك} فإنما يشاهده المؤمنون ويرو ما يتظاهر به من الأعمال وفى هذا يشاركون نبيهم عليه السلام في رويته فتلك أعمال المسلمين لا أعمال المنافقين فقوله: {فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون} على هذه الصفة من التشريك بينهم وبين نبيهم عليه السلام في رؤيته إنما هي أعمال الطاعة فهى التي تشاهد ويشاهد التفوت فيها بين المحافظ والمقصر ألا ترى قوله تعالى في الآية الأولى: {قد نبأنا الله من أخباركم} فإنما نبأهم سبحانه وتعالى بما لم يشاهدوه ولا رأوه من مضمرات المنافقين ولما كان وصول المؤمنين إلى تعرف ذلك باخبار الله تعالى من غير رؤية من المؤمنين لذلك ما قال تعالى: {وسيرى الله عملكم ورسوله} ولم يقل هنا والمؤمنون لأنهم لم يحصل لهم شيء من أخبار المنافقين إلا بإنباء الله تعالى لا بإدراك رؤيته.
أما الآية الثانية فقيل فيها {المؤمنون} لأن الواقع من هؤلاء- والله أعلم- أعمال مرئية كما قدمنا فشهد هذا السياق- والله أعلم- أن الآية الأولى في المنافقين المستمرين على نفاقهم وان الثانية في التائبين بعد على أعمال محمودة تشاهد وترى هذا حاصل قول الطبرى وان قلنا بما قال أبو محمد بن عطية ورغم أنه الظاهر من أن الماد بقوله: {وقل اعملوا...} الآية المعتدون الذين لم يتوبوا المتوعدون المعنيون بقوله: {ألم يعلموا أن الله يعلم سرهم ونجواهم} فيعارضنا اتصالها بما اتصلت به وأما على قول الطبرى فلا اشكال وهة أظهر، والله أعلم بما أراد.
وقد استمر كلام من وقفنا على كلامه من المفسرين على عبور الموضع دون نزول للاعتبار وهو من المواضع التي يجب أن يتعرض لها وقد جرى فيها كلام الزمخشرى على مقتضى قول الطبرى من غير تعرض لذلك وهو ظاهر والله أعلم. اهـ.

.من لطائف القشيري في الآية:

قال عليه الرحمة:
{يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ قُلْ لَا تَعْتَذِرُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ}
أراد إذا تَقَوَّلُوا بما هم فيه كاذبون، وضللوا عما كانوا في تخلفهم به يتَّصِفون- فأَخْبِرُوهم أنَّا عَرَّفَنَا اللهُ كَذبَكم فيما تقولون، واتضحت لَنَا فضائحُكم، وتَمَيَّزَ- بما أظهره الله لنا- سَيِّئُكُم وصالِحُكم، فإِنَّ اللهَ تعالى لا يَخْفَى عليه شيءٌ مِنْ أحوالكم، وسَتَلْقَوْنَ غِبَّ أعمالكم في آجلكم. اهـ.

.تفسير الآية رقم (95):

قوله تعالى: {سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (95)}

.مناسبة الآية لما قبلها:

.قال البقاعي:

أي الذي لا أعظم منه {لكم إذا انقلبتم إليهم} أي جهد إيمانهم أنهم كانوا معذورين في التخلف كذبًا منهم إرادة أن يقلبوا قلوبكم عما اعتقدتم فيهم {لتعرضوا عنهم} أي إعراض الصفح عن معاتبتهم {فأعرضوا عنهم} إعراض المقت؛ روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تجالسوهم ولا تكلموهم» ثم علل وجوب الإعراض بقوله: {إنهم رجس} أي لا يطهرهم العتاب فهو عبث.
ولما كان من المقرر أنه لابد لهم من جزاء، وأن النفس تتشوف إلى معرفته، قال: {ومأواهم} أي في الآخرة {جهنم جزاء} أي لأجل جزائهم {بما كانوا يكسبون} أي فلا تتكلفوا لهم جزاء غير ذلك بتوبيخ ولا غيره. اهـ.

.قال الفخر:

{سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ}
اعلم أنه تعالى لما حكى عنهم في الآية الأولى أنهم يعتذرون، ذكر في هذه الآية أنهم كانوا يؤكدون تلك الأعذار بالأيمان الكاذبة.

.من أقوال المفسرين:

.قال الفخر:

أما قوله: {سَيَحْلِفُونَ بالله لَكُمْ إِذَا انقلبتم إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُواْ عَنْهُمْ}
فاعلم أن هذا الكلام يدل على أنهم حلفوا بالله، ولم يدل على أنهم على أي شيء حلفوا؟ فقيل: إنهم حلفوا على أنهم ما قدروا على الخروج، وإنما حلفوا على ذلك لتعرضوا عنهم أي لتصفحوا عنهم، ولتعرضوا عن ذمهم.
ثم قال تعالى: {فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمْ} قال ابن عباس رضي الله عنهما: يريد ترك الكلام والسلام.
قال مقاتل: قال النبي صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة: «لا تجالسوهم ولا تكلموهم» قال أهل المعاني: هؤلاء طلبوا إعراض الصفح، فأعطوا إعراض المقت، ثم ذكر العلة في وجوب الإعراض عنهم، فقال: {إِنَّهُمْ رِجْسٌ} والمعنى: أن خبث باطنهم رجس روحاني، فكما يجب الاحتراز عن الأرجاس الجسمانية، فوجوب الاحتراز عن الأرجاس الروحانية أولى، خوفًا من سريانها إلى الإنسان، وحذرًا من أن يميل طبع الإنسان إلى تلك الأعمال.
ثم قال تعالى: {وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ} ومعناه ظاهر. اهـ.

.قال ابن الجوزي:

قوله تعالى: {سيحلفون بالله لكم}
قال مقاتل: حلف منهم بضعة وثمانون رجلًا، منهم جَدّ بن قيس، ومُعتِّب بن قشير.
قوله تعالى: {لتعرضوا عنهم} فيه قولان:
أحدهما: لتصفحوا عن ذنبهم.
والثاني: لأجل إعراضكم وقد شرحنا في [المائدة: 90] معنى الرجس. اهـ.

.قال القرطبي:

قوله تعالى: {سَيَحْلِفُونَ بالله لَكُمْ إِذَا انقلبتم إِلَيْهِمْ} أي من تبوك.
والمحلوف عليه محذوف؛ أي يحلفون أنهم ما قدروا على الخروج.
{لِتُعْرِضُواْ عَنْهُمْ} أي لتصفحوا عن لومهم.
وقال ابن عباس؛ أي لا تكلموهم.
وفي الخبر أنه قال عليه السَّلام لما قدِم من تبوك: «ولا تجالسوهم ولا تكلموهم» {إِنَّهُمْ رِجْسٌ} أي عملهم رجس؛ والتقدير: إنهم ذوو رجس؛ أي عملهم قبيح.
{وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ} أي منزلهم ومكانهم.
قال الجوهري: المأوى كل مكان يأوِي إليه شيء ليلًا أو نهارًا.
وقد أوى فلان إلى منزله يأوِي أوِيًّا، على فعول، وإواء.
ومنه قوله تعالى: {سآوي إلى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الماء} [هود: 43].
وآويته أنا إيواء.
وأويته إذا أنزلته بك؛ فعلت وأفعلت، بمعنى؛ عن أبي زيد.
ومأوِي الإبل (بكسر الواو) لغة في مأوى الإبل خاصة، وهو شاذ. اهـ.

.قال أبو حيان:

{سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا عنهم فاعرضوا عنهم إنهم رجس}
لما ذكر أنهم يصدر منهم الاعتذار أخبر أنهم سيؤكدون ذلك الاعتذار الكاذب بالحلف، وأنّ سبب الحلف هو طلبتهم أنْ يعرضوا عنهم فلا يلوموهم ولا يوبخوهم، فاعرضوا عنهم أي: فأجيبوهم إلى طلبتهم.
وعلل الإعراض عنهم بأنهم رجس، أي مستقذرون بما انطووا عليه من النفاق، فتجب مباعدتهم واجتنابهم كما قال: {رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه} فمن كان رجسًا لا تنفع فيه المعاتبة، ولا يمكن تطهير الرجس.
ويحتمل أن يكون سبب الحلف مخافتهم أنْ يعرضوا عنهم فلا يقبلوا عليهم ولا يوادوهم، فأمر تعالى بالإعراض عنهم وعدم توليهم، وبيَّن العلة في ذلك برجسيتهم، وبأنّ مآل أمرهم إلى النار.
قال ابن عباس: فاعرضوا عنهم لا تكلموهم.
وفي الخبر أنه عليه السلام لما قدم من تبوك قال: «لا تجالسوهم ولا تكلموهم».
قيل: إنّ هذه الآية من أول ما نزل في شأن المنافقين في غزوة تبوك، وكان قد اعتذر بعض المنافقين واستأذنوه في القعود قبل مسيره، فأذن فخرجوا وقال أحدهم: ما هو إلا شحمة لأول آكل، فلما خرج الرسول نزل فيهم القرآن، فانصرف رجل من القوم فقال للمنافقين في مجلس منهم: نزل فيكم قرآن فقالوا له: وما ذلك؟ قال: لا أحفظ، إلا إني سمعت وصفكم فيه بالرجس، فقال لهم مخشي: لوددت أنْ أجلد مائة ولا أكون معكم، فخرج حتى لحق بالرسول صلى الله عليه وسلم فقال له: «ما جاء بك»؟ فقال له: وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم تسفعه الريح، وأنا في الكن. فروي أنه ممن تاب.
قال ابن عطية: فاعرضوا عنهم أمر بانتهارهم وعقوبتهم بالإعراض والوصم بالنفاق، وهذا مع إجمال لا مع تعيين مصرح من الله ولا من رسوله، بل كان لكل واحد منهم ميدان المقالة مبسوطًا.
وقوله: {رجس} أي نتن وقذر.
وناهيك بهذا الوصف محطة دنيوية، ثم عطف لمحطة الآخرة.
ومن حديث كعب بن مالك: أنهم جاءوا يعتذرون ويحلفون لما قدم المدينة، وكانوا بضعة وثمانين، فقبل منهم علانيتهم وبايعهم واستغفر لهم، ووكل سرائرهم إلى الله. اهـ.

.قال أبو السعود:

{سَيَحْلِفُونَ بالله لَكُمْ} تأكيدًا لمعاذيرهم الكاذبةِ وتقريرًا لها، والسين للتأكيد، والمحلوفُ عليه محذوفٌ يدل عليه الكلامُ وهو ما اعتذروا به من الأكاذيب، والجملةُ بدلٌ من يعتذرون أو بيانٌ له {إِذَا انقلبتم} أي انصرفتم من الغزو {إِلَيْهِمُ} ومعنى الانقلابِ هو الرجوعُ والانصرافُ مع زيادة معنى الوصولِ والاستيلاء، وفائدةُ تقييدِ حَلفِهم به الإيذانُ بأنه ليس لدفع ما خاطبهم النبي عليه السلام به من قوله تعالى: {لاَ تَعْتَذِرُواْ} الخ، بل هو أمرٌ متبدأ {لِتُعْرِضُواْ} وتصفحوا {عَنْهُمْ} صفحَ رضا فلا توبّخوهم ولا تعاتبوهم كما يُفصح عنه قوله تعالى: {لِتَرْضَوْاْ عَنْهُمْ} {فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمْ} لكن لا إعراضَ رضا كما هو طِلْبتُهم بل إعراضَ اجتنابٍ ومقتٍ كما يعرب عنه قوله عز وجل: {إِنَّهُمْ رِجْسٌ} فإنه صريحٌ في أن المرادَ بالإعراض عنهم إما الاجتنابُ عنهم لما فيهم من الرجس الروحاني، وإما تركُ استصلاحِهم بترك المعاتبةِ لأن المقصودَ بها التطهيرُ بالحمل على الإنابة، وهؤلاء أرجاسٌ لا تقبل التطهير، فلا يُتعرّضُ لهم بها وقوله عز وعلا: {وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ} إما من تمام التعليلِ فإن كونَهم من أهل النارِ من دواعي الاجتناب عنهم وموجباتِ تركِ استصلاحِهم باللوم والعتاب، وإما تعليلٌ مستقلٌ أي وكفتْهم النارُ عتابًا وتوبيخًا فلا تتكلفوا أنتم في ذلك {جَزَاء} نُصب على أنه مصدرٌ مأكدٌ لفعل مقدر من لفظه وقع حالًا أي يُجزَون جزاءً أو لمضمون الجملةِ السابقة فإنها مفيدةٌ لمعنى المجازاةِ قطعًا كأنه قيل: مجزيّون جزاءً {بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ} في الدنيا من فنون السيئاتِ أو على أنه مفعولٌ له. اهـ.